قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية تخلف الموعد مجددا صيف سنة 2025

أبرز الملاحظات التي سجلها الركاب هذا الموسم تمثلت في غياب خدمة المكيفات، حتى على متن رحلات الدرجة الأولى، الأمر الذي حوّل الرحلات إلى معاناة حقيقية تحت وطأة درجات الحرارة المرتفعة. وتزداد حدة المشكلة بالنظر إلى أن أغلب العربات مصممة للاعتماد الكلي على المكيفات، دون وجود بدائل تهوية مثل النوافذ أو أي حلول تقنية أخرى، ما يدفع بعض المسافرين إلى فتح أبواب العربات أثناء الحركة في تصرف محفوف بالمخاطر.

وقبل الصعود إلى القطار، تبدأ المعاناة من المحطات، حيث يواجه المسافرون صعوبات في اقتناء التذاكر نتيجة قلة الشبابيك في عدد من المدن، مقابل ازدحام كبير في صفوف الركاب. أما البدائل الإلكترونية، التي يفترض أن تكون حلاً عصريًا، فهي مصممة بطريقة معقدة وتفتقر إلى معايير سهولة الاستخدام، ما يحول دون الاستفادة منها بشكل سلس وفعّال.

هذا الواقع يعيد طرح أسئلة ملحّة حول جدوى الزيادات المتتالية في الأسعار في ظل استمرار نفس الإشكالات، وحول مدى التزام المكتب الوطني للسكك الحديدية بتقديم خدمة تليق بتطلعات المسافرين، خاصة في موسم الصيف الذي يشهد ذروة الإقبال.

ويقابل استمرار ضعف جودة الخدمات بغالبية قطارات المكتب الوطني للسكك الحديدية، استثمارات كبرى في تأهيل المحطات والبنى التحتية والقطارات فائقة السرعة، ما يعد تجسيدا واقعيا لمقولة "المغرب يسير بسرعتين".